الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
124844 مشاهدة print word pdf
line-top
ورع الشعبي

وقال شعبة عن عبد الله بن أبي السفر قال: قال الشعبي والله ما من آية إلا وقد سألت عنها، الشعبي رحمه الله عامر بن شراحيل من حفاظ التابعين وعلماء الأمة، وهو يقول: ما من آية إلا وقد سألت عنها، ولكنها الرواية عن الله تعالى؛ ولهذا يقل نقل التفسير عن الشعبي التفاسير التي تنقل يقل أن ينقل عنه شيء في التفسير؛ ولكن في الحديث كان ثقة حافظا مرجعا من مراجع المحدثين. وهو مع ذلك يقول: ما من آية إلا وقد سألت عنها؛ يعني: وعرفت مدلولها، ولكنها الرواية عن الله تعالى؛ فلأجل ذلك كان يتورع أن يحدث بكل ما سمع، وأن يحدث بكل ما علمه من تلك الآية، قد يكون بينهم اختلاف تنوع أو اختلاف تضاد.

line-bottom